الاثنين، 16 مايو 2011

أملُ مشرِقٌ .. !


بسم الله الرحمن الرحيم ..




كلّنا يشعر في حياته العلمية والعملية .. بأمور كثيرة قد تحزنه وقد تفرحه وقد تفعل الاثنتين معاً ..
وقد نمرّ أحياناً بأمور عصيبة تجعلنا نشعر بحالةٍ من الاكتئاب وتزيد فوق أحزاننا أحزاناً ..
ولكن ! ..
ما مررت به أمرٌ غير عاديّ .. شعورٌ لا هو بالمفرِح ولا بالمحزِن إنما هو شاملٌ للأمرين !
وقد يكون آخرون قد مرّوا به مثلي .. ربما عانوا ! وربما لم يعانوا !
أما بالنسبة لي .. فالوضع مختلف جداً .. وإني لأعاني .. أعاني .. أعاني .. !
فأنا أدرس في مدرسة ثانوية للموهوبين .. "نسبتنا جميعاً لا تقل عن 90%" أي أننا جميعاً متفوقون ..
.. إننا في المدرسة هذه .. ندرس كباقي المدارس .. ونتعلم نفس المنهج !
ولا يفرّق بيننا .. (ما يجب أن يفرّق بيننا) .. "الذكاء" ..
فجميع الطالبات على درجة متساوية من الذكاء .. وربما هو ليس ذكاءً .. إنما هو فقط نسبة مختلفة في التركيز والانتباه ..
منذ صغري معروفٌ عني أدقق في كثير من الأمور .. حتى وإن تحدثت مع شخص ما ..
وتكلمنا في موضوع ما باللهجة العامية .. "في الوضع الطبيعي" .. وربما أخطأ في صياغة جملة معينة ..
مثالٌ على ذلك ..
 في يوم ما .. صديقتي كانت تتحدث فكانت تريد أن توضح مدى معاناة الفلسطينيين فتقول أنهم من شدة المعاناة والفقر يعيشون أحياناً في المقابر "خارج فلسطين" ..
ولكنها حينما عبرت عن هذه الجملة قالت .. باللهجة العامية " من كتر الشح بيعيشوا في المقابر"
فقلت لها .. الشح!!!! .. "وانا اعلم في سريرتي أنها تقصد الفقر " .. فقالت . "قصدي الفقر الشحيح " .. " وأيضاً كنت أعلم أنها تقصد الفقر وأخفيت في سريرتي " .. فقالت "ييييه قصدي يعني الفقر الكتير" قلت لها : أعلم ولكن وضحّي كلامك .. !
هذه أنا ..
لا أحب التشويش في الكلام .. ولا أحب ربط الجمل بكلمات تُخلُّ بالمعنى .. حتى وإن زاد حرفٌ عليها ..
أحياناً أعتبر ذلك تعقيداً .. وأحياناً أعتبره تميزاً .. لأنني أتمتع بهذا الأمر .. وليس الجميع كذلك .!
فعندما أسمع شخصاً تكلم بهذه الطريقة .. "أياً كان" .. أشعر بأن ثمة أمرٍ يجب أن يُعدَّل .. وإلا ظللت أشعر بعدم الراحة .. وأن هناك شيءٌ ما لا يعجبني ويؤرقني ويؤرق جلستي وحديثي ..
لـــكن ..
في الوقت ذاته الذي أفتخر بهذه النعمة .. (وربما أعتبرها نعمة لأنها تقوي من مصطلحاتي في اللغة ومعلوماتي في أسلوب الكلام والحديث)... أشعر بأنها أمرٌ يجب أن أغيّره من ذاتي .. !
لماذا ؟؟
لأن هذا أَثَّرَ عليّ كثيراً في اختباراتي ..
ولأمثّل على ذلك  ..
سألت معلمة التربية الإسلامية مرة .. سؤالاً وكان كالتالي ..
هل يجوز رد السلام على الكافر ؟؟ .. فأجبت بـ "نعم" لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- عندما دخل عليه يهوديٌ وألقى التحية بقوله " السام عليكم " فقال الرسول –صلى الله عليه وسلم - وعليكم .. ونصحنا الرسول –صلى الله عليه وسلم-  بأن نقول وعليكم فقط .. لأن السام معناها الموت .. وإن كان يقصد الموت .. فنحن ندعو بتأدب وتلطف واحترام ونقول وعليكم فقط دون أن نقول السام .. فنحن نتمنى الهداية للكفار وليس الموت .. فهدايتهم أفضل من موتهم .
فقالت معلمتي أن إجابتي خاطئة ! ..
فانتظرت حتى أسمع إجابات بقية زميلاتي .. وإذ بطالبة تقول أنه "لا يجوز" .. فشككت بالأمر لأنني متأكدة من معلومتي .. بأنه في عهد الرسول –صلى الله عليه وسلم- كيت كيت كيت ..
وعقبت المعلمة على ذاك الموضوع قائلة .. إجابة صحيحة .. فاستغربت من الموضوع !
وحينئذ .. أدركت أن المقصود بالسؤال .. "إلقاء التحية .. وليس رد السلام " فقمت من مكاني لأوضح هذا اللبس للمعلمة .. ولكنها قالت لي .. "ييييه يعني انتي جاية ع هادي الكلمة .. كل البنات فاهمين ايش قصدي .. وبعدين يا تسنيم ما بتفرق إلقاء التحية عن رد السلام " .. عندها .. شطت غضباً .. لأن حكم إلقاء التحية في الإسلام سنة .. أما حكم رد السلام في الإسلام .. فهو واجب ! فكيف لهما أن يكونا نفس المعنى ونفس الحكم .!؟!؟!
ولكن الأمر الذي زاد من حدتي وعصبيتي .. أن المعلمة لم تقتنع بكلامي .. وبقيت طوال الحصة وأنا أشعر بعدم الارتياح .. فضلاً عن طالبات الصف .. اللواتي جميعاً وقفن ضدي ومع المعلمة ! ولم يؤيدن موقفي ! عندئذ .. أدركت أن الناس ليسوا جميعاً متفهمين للأمور بدقة .. وأنهم لا يستخدمون التفكير.. بل يتجهون نحو العواطف .
المثال الثاني وقد حصل في الآونة الأخيرة .. وهو أنني حصلت على علامة ليست كاملة في اختبار التربية الإسلامية .. والسبب .. تعريف كلمة " القارئ" ..
ونحن مع المعلمة عرفنا وتعرفنا على مصطلح المقرئ .. وهو الشخص العالم بالقراءة الصحيحة للقرآن ورواه مشافهة ..
وفي الاختبار .. كتبت أن القارئ هو الشخص الذي يعلم بأحكام القرآن وتلاوته الصحيحة عن الرسول –صلى الله عليه وسلم - ..
وأنا لم أذكر "رواه مشافهة" متعمدةً لأن القارئ هو الشخص الذي يقرأ القرآن وربما أنت.. أنا .. وربما أيضاً ..هي .. وجميعنا . ربما قرأنا القرآن سراً .. وهل هذا يعني أننا قرأناه مشافهة أمام شخص معين أو جماعة معينة؟!؟
بالتأكيد .لا ... أما المقرئ فهو الذي يعلمنا كيفية قراءة القرآن بالطريقة الصحيحة .. ومن المؤكد أنه سيرويه مشافهة جهراً لا سراً كي نتعلم..
وبالتأكيد . !!
لم تقتنع المعلمة .. وهذا الأمر هو الذي جعلني أشعر بحالةٍ من اليأس تعتليني .. وربما للأبد .. لكني أتمنى من الله أن تكون كمية الأمل لدي أكبر من كمية اليأس فتطغى عليها ! ..
كي أستطيع ممارسة حياتي الطبيعية دون أي عائق .!
وأتمنى أن أصبح في يومٍ من الأيام ! مثلكم !

دعواتكم أفتقد !
تسنيم العيلة
T.M.A
16-5-2011م


هناك 8 تعليقات:

غير معرف يقول...

نسيت أن تذكري شيئاً هاماً .. عندما تتعرضين أو بالأحرى " نتعرض " لمثل هذه المواقف .. تُطلق علينا كلمة بنظرهم تؤلم سامعها .. " فيلسوف " ..
مع أن الفلسفة شيء صعب .. و الفيلسوف شخصٌ يُهتّم به على أن متميز ..
إنهم يطلقون هذه الكلمة باستهزاء .. لكني أغدو سعيدة حينما تطلق علي .. طالما أنا مقتنعة بأني أتفلسف - كما يقولون - بشيء صواب ..
أخبريني .. ألم تُطلق عليكِ هذه الكلمة من قبل ؟

اه بالمناسبة .. هذه المواقف و غيرها يمكنك التعرض لها في مدرسة بشير الريس .. فأهلاً بكِ عندنا إذا أحببت يعني ..

مدونتك جميلة ,,

نور لبابيدي ،،

لـمْسـةُ نسِيـْم ..و تَرَآنِيْمُ تسْنِيـْم ..! يقول...

أهلاً بكِ نور من جديد ..
"ألم تُطلق عليكِ هذه الكلمة من قبل ؟ "
بلا .. أُطلِقت عليّ كثيراً .. سواءً في العلَن أو في الخباء ..
ولكني عكسك .. فأنا أحزن حين أسمعها .. لكنك ربما رفعتِ من معنوياتي غاليتي .. ولذلك .. سأفرح من اليوم فصاعداً لهذه الكلمة المعبّرة !
على الهامش .. فيلسوف تعني الشخص المحب للحكمة ..
ههه أضحك الله سنك .. بالمناسبة سآتي إلى بشير الريس في السنة القادمة إن قدّرالله ..
بوركتِ على المرور . انتِ أجمل

غير معرف يقول...

أن نعترف بالخطأ ليس عيباً عندما نُدرك أننا فعلاً إرتكبنا ما يستدعي الإعتراف وذلك من باب أننا لا نقبل أن يُضاف في سجل حياتنا أننا شماعة للأخطاء في حين أننا نستطيع إصلاح ذلك ، تعمدت الدخول من باب آخر لما حصل وما قد يحصل مستقبلاً لكِ ولغيرك ، فالجميل في ذلك أن يتقبل الطرف الآخر هذا بكل إحترافية في فن التعامل وأن ذلكَ ناجم عن عقل واعِ يتعامل معه ، بالنظر إلى ما يحصل معك وربما مع غيرك فإنني لا أستغرب ذلك لأن هذا من سنة الحياة ولا بد من وجوده وعزائي في ذلك هو أن يحصل معك شخصياً لأنني أعلم مدى وعيك وفهمك لتفسير المسائل ووضع الحلول بدقة ، لكن ما جعلني أُلقي بعض اللوم عليكِ في وصفك لحالتك وأنها باتت في مستنقع من اليأس وربما تدوم طوال حياتك هو ما يجعلني أعتب عليكِ فالأحرى بكِ أن تجعلي من الخلاف بينك وبين الأخرين نافذة يُنظر إليها بأنها وجه مُعاكس يُنظر إليه بأنه صاحب رأي ولا ينساق نحو العواطف ، لذا لا بد لكِ إلا أن تتراجعي عن ما دونتيه هُنا من حالة لليأس وإستبدالها بأنكِ صاحبةُ رأي مدروس ومُتأكد منهُ وليكن بداخلك يقيناً أن تعاملك مع من إختلف معك هو فترة وجيزة ومن بعد سيكون لكِ شأنك في المجتمع لما تحملينه من ثقافة ووعي ، عودٌ على بدء في مسألة عدم تحمُلكِ للأخطاء اللغوية من العامة فيجب عند تعديل أو تصويب أي شيء النظر للشخص الذي أخطأ في اللفظ أو التعبير كي لا يُطلق عليكِ ما تفضلت به نور مُصطلح فيلسوف الغبي ..!

إلى هُنا
أضع تحيتي ووردة لمن فاح عبيرهم جُدران صفحاتك ..~
هاني شاكر البنا

لـمْسـةُ نسِيـْم ..و تَرَآنِيْمُ تسْنِيـْم ..! يقول...

أخي هاني .. أولاً .. شكراً على المرور الطيب الذي واللهِ أسعدني ..
لكن لديّ بعض التعليقات التي أود أن أطرحها على بعض جملٍ من جملك ..
ولتكن الأولى أن أتراجع عن ما دونته بأني أشعر باليأس .. أظنني كتبت ذلك .. لكن ألم تلاحظ اسم الموضوع ؟ "أملٌ مشرِق" ربما كانت هذه الجملة تكفي للتعبير عن ما أردت أن أصبو إليه ..
وأعتقد أن إجابتي الثانية هي ما دونته في نهاية تدوينتي تلك ..
"وهذا الأمر هو الذي جعلني أشعر بحالةٍ من اليأس تعتليني .. وربما للأبد .. لكني أتمنى من الله أن تكون كمية الأمل لدي أكبر من كمية اليأس فتطغى عليها ! .."
ختمتها بدعاء .. والدعاء يعني عدم فقدان الأمل .. من الشخص الداعي !
لكن بصراحة لم أفهم ما تقصده بأن أنظر للشخص الذي أخطأ ؟! .. أتقصد أن أركّز نظري ليعلم أنه مخطئ .. أم أن أصمت .. وفقط ؟!
وأخيراً .. بارك الله فيك على مرورك وعلى ما كتبته فقد أسعدني وأعجبني :) .. بوركتَ

غير معرف يقول...

من الواجب أن أتواجد هُنا ..
الأمل موجود ولا يمكن لأي غابر أن يعتريه مهما طال الزمن هذا من المُسلمات .. ولكن كان تفسيري لمسألة اليأس هو التمادي في نقل الحالة وأنها ربما تكون مستديمة فأرى في ذلك نفياً لوجود الأمل في حياتك لذلك أحببت التعقيب فأنا مُؤمن بوجود اليأس وإن طال فنهايته الخروج من نافذة ستُفتح إسمها إشراقة أمل ..
أما عن عدم فهمك لمسألة التعديل على الأشخاص حال أن أخطئوا لغوياً أقصد بشكل عام يجب على الإنسان أن ينظر للشخص من إمكانية تقبله للنقد والتصحيح فإن كان لا يتقبل ذلك فالصمت أفضل لغة خشية أن نقع في قفص الفيلسوف الغبي ..!
شكراً لكِ تقبُل مشاركتي وإنني لألوذ دائماً عند ما يستهوي أصابعي للنقاش فيه ..
لذا تواجدت هُنا ..
هاني شاكر البنا

لـمْسـةُ نسِيـْم ..و تَرَآنِيْمُ تسْنِيـْم ..! يقول...

ههه أضحك الله سنك .. أرى أن كلمة فيسلوف غبي أصبحت دارجة على اللسان الآن ..
لا يهم ..
أعتقد أن رأيك في موضوع النظر في الشخص المخطئ قد فعلتها قبل ذلك .. لكنني كما أسلفت سابقاً في موضوعي .. فأنا أشعر بعدم الارتياح إلا بعد تصليح الخطأ ! هذا عيبي "ربما" ..
شكراً جزيلاً أخي هاني :) تحياتي
T.M.A

سامية ماهر يقول...

صديقتي تسنيم...
حتى نتابع المسير يجب أن نتحلى ببعض من اللامبالاة , كنت أتضجر من صديقاتي اللامباليات ولكن...اكتشفت أنه الحل الأمثل في الكثير من المواقف..
لا ترهقي نفسك ِ كثيرا ً , ولكن ابقي على ما أنت ِ عليه لأنك ِ رااائعة كما أنت ِ...^_^

لـمْسـةُ نسِيـْم ..و تَرَآنِيْمُ تسْنِيـْم ..! يقول...

مرورك أسعدني جداً غاليتي سامو ..
شكراً جزيلاً على ما تفضّلتِ به ..
بورك مرورك الميمون