أحمد بن حنبل ..
إمامٌ في الصبرِ .. !
كان الإمام أحمد بن حنبل عالماً فقيهاً زاهداً ورعاً , وكان من الأفاضل,, اشتهر بالعلم الكثير والإتقان لحفظ الأحاديث وتلاوة القرآن , وكانت حياته في زمن خلفاءٍ من خلفاء المسلمين , وابتلي بالمعتصم بالله – خليفة من الخلفاء- حيث اختلف هو والمعتصم على القرآن الكريم , فكان رأي أحمد بن حنبل أنه كلام الله والمعتصم يقول أن القرآن مخلوق من مخلوقات الله .
حاول أحمد بن حنبل – العالم الجليل- إقناع المعتصم بالحجة والدليل أن القرآن كلام الله .. وكيف يكون كلام الله مخلوق من مخلوقاته ؟!
فقرر المعتصم بالله تعذيب أحمد بن حنبل..
وقد روى شيخنا أحمد بن حنبل ذلك فقال : " جيء بالسياط فنظر إليها المعتصم وقال : ائتوني بغيرها , ثم قال للجلادين : تقدموا .. فجعل يتقدم إليّ الرجل منهم فيضربني سوطين .. فيقول : شدّ .. قطع الله يدك
ثم يتنحى الرجل ويقوم غيره ليضربني سوطين .. وهو يقول : شدّ .. قطع الله يدك !! "
فلما ضرب أحمد بن حنبل تسعة عشر سوطاً .. قام المعتصم وقال : يا أحمد .. علام تقتل نفسك ؟
إني والله عليك لشفيق ..!
فجعل المعتصم عجيفاً ينحز بن حنبل بقائمة سيفه ..
وقال : أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم ؟!
فيردد الناس حول الخليفة قائلين للشيخ ابن حنبل : ويحك ! الخليفة على رأسك قائم .!!
وقال البعض : يا أمير المؤمنين أنت صائم .. وفي الشمس قائم !!
فقال المعتصم : ويحك !! أجبني !!
فجعل الناس يقولون : يا أحمد إمامك على رأسك قائم !
وكان شخص موجود يدعى عبد الرحمن .. فقال : من صنع من أصحابك في هذه الأمر ما تصنع ؟!
فقال المعتصم : ويحك ! أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي !
فقال أحمد بن حنبل : أعطوني شيئاً من كتاب الله ..
فقال المعتصم للجلادين : تقدموا.. فجعل الجلاد يضربني سوطين ويتنحى ..
وهو خلال ذلك يقول : شدّ .. قطع الله يدك !
فقال أحمد بن حنبل : "لقد ذهب عقلي .. فأقمت بعد ذلك فإذا الأقياد قد أطلقت عني .. "
فقال رجل : إنا كببناك على وجهك .. وطرحنا على ظهرك بارية .. ودسناك !
فقال أحمد بن حنبل ( بعد كل هذه المعاناة ) : ما شعرت بذلك !!
فأتوه بسويق .. فقالوا له : اشرب وتقيأ ..
فقال أحمد : لا أفطر !
ثم ذهبوا به إلى اسحق بن إبراهيم .. فحضر صلاة الظهر فتقدم ابن سماعة فصلى ..
فلما انفتل من الصلاة قال للإمام أحمد : صليت والدم يسيل على ثوبك !
فقال الإمام أحمد : صلى عمر وجرحه يثغب دماً !
ثم خُلي عن الإمام ..
رحم الله إمامنا ..
إمام في الحديث .. إمام في الفقه ! (( إمام في الصبر .. ))
مكث في السجن في عهد أربع خلفاء من المسلمين .. ولم يقتنعوا بكلامه ! وقال ابنه .. " إن أبي مكث في السجن ثمانية وعشرين شهراً " ..
رحمك الله .. وأسكنك فسيح جناته !
تسنيم العيلة
T.M.A
23-4-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق